أهلاً بكم في

Bookshelf

سجّل الدخول لقراءة كتاب فتافيت المغامرة الثانية!

أو


كان ياما كان
معَ بِدايةِ فصْلِ الصَيْفِ وانْتهاءِ الشتْويَّة
بدأ الفتافيتُ في الخُروجِ واللعبِ والأنْشطةِ الصيْفية.

أمَّا سُكَّر، فانشغلَ بالقراءةِ ليْلًا ونهار.
وأنهتْ فتْفوتةُ أخيرًا، قِصَّتَها "مُغامرونَ صِغار".
وبعْدَ الاحتفالِ والكثيرِ منَ اللعب..
نامتْ فتْفوتةُ منَ التَّعب.
وفجأة !

استيقظتْ فتْفوتةُ على صوتٍ غريب
ولمَحتْ في السَّماءِ طائرًا عجيب.
كانَ الصوت يقول:

ثُمَّ اختفى الطّائرُ في لمْحِ البَصر .. ولمْ تجدْ لهُ فتْفوتةُ أيَّ أثر

فبدأتْ فتْفوتةُ تبْحثْ وتُفكِّر.. ثمَّ أخبرتْ أصْحابَها فْتْفُت وسُكَّر وبسُرْعةٍ أخْبرَ سُكَّر كلَّ الأصدقاء.. وبدأ الفتافيتُ في مُراقبةِ السماء.

وبعدَ ساعاتٍ منَ المُراقبةِ والمَلل
احتارتْ فتفوتة وشعرت بالخجل
فقالَ عمُّ فتْفوت:
حسنا، لا داعيَ منَ الانتظار
لابدَّ أنَّ الطّائرَ رحَلَ بعيدًا وطار

لكنْ بقليلٍ منَ الإصْرار
قرَّرتْ فتْفوتةُ وفُتْفُت الاستمرار ولمَّا رحلَ الجَميع

لمحَتْ فتْفوتةُ خيالَ الطّائرِ الغَريب.
وسمِعَ فُتْفُت الصوْتَ العَجيب
كانَ الصوتُ يقول :
إززززززز..... إزززززززز.... إزززززززززززز

بسرعةٍ حملَ فُتْفْت الكاميرا وبدأ في التصْوير
وأخذَ صُورًا لكلِّ أجْزاءِ الطائرِ الكبير
ولمًّا رآهمُ الطّائرُ الزنّان... هربَ ثانيةً ولمْ يجدوهْ في أيّ مكان
وفي الحال :

ذهبوا بسرْعةٍ لعم فتْفوت ليُعْلِموهُ بالخَبَر
وأراهمْ فُتْفُت الصغيرُ كلَّ الصُور
فقالَ أحدُهمْ: لا توجدُ للصورِ فائدةٌ كبيرة
فهيَ تُظْهرُ فقطْ أجْزاءً صَغيرَة

فقالتْ فتْفوتة:
جاءتْني فِكْرة!
هيّا معًا لِنلعبَ لُعْبة.

اعتَبرَ الفتافيتُ الصُوَرَ الصَغيرة
كأنَّها أجزاءٌ منْ صُورةٍ كبيرة.
وبدأوا كلَّهِمْ في الجمْعِ والترْتيبَ.. حتى اكْتملَتْ صُورةُ الطائرِ العَجيب
فصاحَ سُكَّر:

عرفتهااا .. عرفتهااا!

عرفْتُها عرفْتُها... نَعَمْ، هَذا شكْلُ الذُبابةِ وَصَوْتُهَا
تنْسى سريعًا ولا تتذكَّر.. وطعامُها المفضَّلْ هوَ السُكَّر

فقالَ عمُّ فتْفوت :
لهذا تأتي إلينا، فمَدينتُنا منَ السُكَّر
ويبدو أنَّها تُحبُّ اللّوْنَ الأصْفر
لكنْ، كيْفَ نمْنعْها منَ الاقتراب
فموْعدُ حفْلِ المُثلَّجاتِ على الأبْواب؟!

فحاولَ الفتافيتُ اصْطيادَها بكلّ وَسيلة
لكنْ للأسف، لمْ تنجحْ معَها أيةَ حيلَة
وفي حفْلِ المُثلَّجات:

ظهَرتِ الذُبابةُ فوْقَ البُيوت
وخَطفتِ الحلْوى منْ عمِّ فتْفوت !

فاجتمعَ الفتافيتُ مرَّةَ أخرى
وأخْرجَ سُكَّر مَجلَّتهُ، وقال: عندي فكْرة !

عـــنــدي
فـــكـــرة !

قرأتُ عنْ بُذورٍ سِحْريَّة تُنْبتُ زهْرةَ بَنفْسجية
تطْردُ الذّبابَ بفعْلِ رائحتِها القويَّة

ما رأيُّكمْ أنْ نذْهبَ ونأتيَ بقليلٍ منْها
لنزرعَها حوْلَ البيوتِ ونحْميَ مدينتَنا؟

فوافقَ الأصْدقاءُ
في الحال !

وفي الحال، أعدَّ لهمْ عمُّ فتْفوت خريطةً جديدة
واسْتعدَّ الفتافيتْ لرحْلتهِمْ للجَزيرةِ البَعيدة
ثْمَّ شرَحَ عمُّ فتْفوت لهُمْ كلَّ التفاصيل..
وقال: هيّا، فالطَّريقُ أمامنا طويل!

نصِل أوَّلًا إلى جزيرةِ السِّر.. ثمَّ نكْملُ رحْلتَنا عنْدَ الظُهْرِ
ولمّا وصلوا لمحطَّتِهمُ الأولى:

انْبهرَ الفتافيتُ بألوانِ وُرودِها
وهواءَها ولطفَ وذكاءَ سُكّانِها
ولمّا سألوا سُكّانَ الجزيرةِ عنْ سرِّ اعْتدالِ جوّها
قالوا لهُم :

السِّرُ في جزيرةِ البُذورِ السحْريَّة
هيَّا استعدوا لمَحطتِكمُ التَّالية

وفعْلًا قضى الفتافيتُ ليلتَهْم
وفي الصَّباحِ أكْملوا رحْلتَهُم

وهناكَ أمامَ البوّابة
وجَدوا لافِتةً في غايةِ الغرابة!

مكتوبٌ بها :

أهْلًا بكَ ضيْفَنا العَزيز
برجاءِ قراءة التعليماتِ بكلّ تركيز.
فإذا أردْتَ الدُّخول
لابُدَّ منْ تنْفيذِ ثلاثةٍ شروط:
حلُّ اللغْز.. قل أغْنيَة.. نُطّ نطَّةَ بَعيدةً قويَّة

وبسُرْعة:
اقترحَ عَمُّ فتْفوت أنْ يعْملوا في ثلاثِ فِرَق
وأخْرَجَتْ فتفوتَةُ القلمَ والكثيرَ مِنَ الورَق

كتبَتْ فتْفوتة :
فريقُ سُكَّر -> حلُّ اللغْز

فريقُ فتْفوتة -> الأغْنية

فريق فُتْفُت -> التدريبُ على نطَّةٍ قويَّةٍ

وبدأ الفتافيتُ في العمَل .. وبعْدَ قليل :

كتبَ الفريقُ الأغْنيةَ، وتدرَّبَ فريقُ القفْز
أمّا فريقُ سُكَّر فلمْ يُمْكنْهُ حلُّ اللغْز
فبَدأتْ فتْفوتةُ تُغنّي، وتقول:
رسْمةٌ صَغيرةٌ لشمْسٍ وماء.. شيءُ غايةٌ في السرِّية
صفِّقْ صفِّقْ.. نُطَّ نَطَّةَ بعيدةَ قويَّة!
وتحمَّسَ فريقُ فُتْفْت وبَدأوا ينْطُّونَ عاليًا

فقالَ سُكّر :

الآنَ أصبحَ الحلُّ واضحًا!

توضِّحُ الرُّسومُ طريقةَ الزراعَة
فهي تحتاجُ لبذرةٍ وماء، وشمس وتربة

الآنَ عرفْنا حلَّ المُعادلَةِ الصعْبة

ولمّا قالَ هذا: انْفتحتِ البوّابَة
وانْدهشَ الفتافيتْ منْ جمالِ المدينةِ الخَلّابة
وبالفعل، وجَدوا البُذورَ السحْريَّة... وأيضًا الكثيرَ من الورودِ البنفْسجية
فأخذوا منْها الكثيرَ معَ بُذورٍ أخْرى.. ثُمَّ عادَ الأصْدقاءُ لمدينتِهمْ بسرْعة
وفي المَدينة:

ثُمَّ أصْبحتِ المدينةُ أكْثرَ خُضْرةً وجمال
ولمْ يعدِ الذبابُ ثانيةً إليهمْ على أيةِ حال

ولم يسمع الفتافيت الصوت الذي يقووول :
إزززززززززززززززززززززززز





اضغط لتشغيل الصوت