أهلاً بكم في

Bookshelf

سجّل الدخول لقراءة كتاب ركز يا زيكو!

أو


«رَكِّز يا زيكو»

«يا زَكَريَّا رَكِّز»

أكثَر جُملة أسمَعُها طَوال اليوم ولا أعرف لِماذا!
أنا زيكو، أو زَكَريَّا لَوْ حابِب
أشطر لاعِب كُرة في التَّمرين
ومَلِك المَلاعِب.

لا أحب الجُلوس مُدة طَويلة ...
ولَكِن لا أمانِع لعب ماتش فيفا!

أحِب الحَرَكة والنَشاط...
ولكن، عند الكَلام الكَثير والأوامِر،
أشعُر بالمَلل وعَدَم الإِنبِساط.

أحب فك وتركيب المُكعّبات وركوب العجل،
واللعب مع ابن عمي الصغير ميدو،

وكلبي

الشقي

ريكو.

سَنة دِراسية جَديدة،
زادَت مَعها الجُملة الشَهيرة:

«يا زَكَريَّا رَكِّز»

ومع ذلك،

سعيد أن أُقابل

أصحابي:

علي

وطيبة

ودَليلة

وهاني.

أحاوِل التَركيز للإجابة عَلى سُؤال الأستاذ عَزيز.

ما هِيَ الحضارة؟

أفكر بسُرعة وأقول:

الحَضارة شَطارة!

«رَكِّز يا زَكَرِيَّا!!»

أحب تَفاصيل الخَرائِط، وأعلام البِلاد،

مِن الصِغر وأنا فيها شاطِر.

«مُمتاز يا زَكَريَّا»

«الأسبوع القادِم عندَك امتِحان»

لا تَقلَقوا، كُلُّه تَمام، أنا كَبير ومسؤول الآن.
سَأُذاكِر كُل المَواد عَلى الهادي،
بما أن المَنهج بَسيط وعادي.

في الفَصل،

أضحكُ معَ علي،

وأُوشوشُ طيبة،

وأرسمُ ريكو على وَرَقةٍ صغيرة

مِن أجل دَليلة.

أشعُرُ بأنَّ الوقتَ لا يَتَحرَّك!

أنتظر بفارغ الصبر جرسَ الفُسحة،

لأجري مع هاني

إلى مَلعَبِ الكُرةِ بسرعة.

«زَكَرِيّا.. لا فُسحةَ لكَ اليوم»

«زَكَرِيّا لا يُركِّز، ويُشتِّتُ انتباه زُملائه في الفصل، ودُرجاته...»

أنظرُ إلى الأرضِ بِكُسُوف...

حتّى أسمعُ صوتَ المديرة، وهِيَ تَقول:

«أنصحُ بزِيارةِ أخصائي لمُساعدة زَكَرِيّا»

- لا أفهَم لِماذا أحتاجُ إلى دُكتور

مَخصوص؟!

نَصِلُ إلى عيادةٍ مَليئةٍ بالكُتُبِ

والألعابِ الكثيرة.

أرى دليلة.

يا لَها مِن

مُفاجأة جَميلة!

- أهلاً زَكَرِيّا، هل تعرفُ

لماذا أنتَ هنا؟

أُجاوِب بدون تَفكير:

- أريدُ أن أَتَعَلَّمَ ما يُسمى بالتَّركيز

لإسعاد بابا وماما، والأستاذ عَزيز.

تبدأُ الدكتورةُ ليلى في الشرح:

تَخيَّلْ أنَّ الأفكارَ داخلَ الرأسِ مثلُ العَرَباتِ الصَّغيرة،

وأنَّ علينا أنْ نَختارَ العَرَبَةَ المُناسبةَ في الموقفِ المُناسب.

ولكن أحيانًا، لا نعرف أيّ عَرَبةٍ نَختار. أو حتَّى في أيِّ اتِجاه المِشوار!.

ما الحَلُّ في رأيِك؟

أُفكّر وأقول:

- بَسيطة... «الجِي بي إس» هو الحَلّ!

- عظيم يا زَكَريِّا.. سنَتكلَّمُ ونَلعَبُ ونعملُ مَعًا

لِنَجِدَ «الجِي بي إس» الخاصَّ بِكَ.

غدًا امتحانُ الحساب، واليومَ عندي تمرينٌ في النادي.

كيفَ مرَّ الأسبوعُ بسرعة؟

هذا غيرُ عادي!!

سأسمعُ «رَكِّز يا زيكو» من جديد،

وستَحرِمني ماما من التَّمرين.

يَحضُنُني بابا:

- لا تَقلق يا زيكو...
سأُساعِدك بعد التمرين.

ومِن بدايةِ الأسبوع،

نُقَسِّم ما عليكَ مِن مهام

في جدول متين.

بَعد التَّمرين،

يَقترحُ بابا أن أُساعدَه في عَملِ البيتزا!

مُكوّنات ومقادير مضبوطة، مع خطوات تحضير محسوبة.

نَضَعُ البيتزا في الفُرن ونَنتظرُ عشرين دقيقة.

نُقسِّم كُل بيتزا إلى ثَمانِ قِطَع، ونَستمتعُ معًا بوجبة لَذيذة.

يَسأَلني بابا: أَكَلَتْ ماما قِطعَتين،

ما النِّسبةُ من البيتزا الكامِلة؟

أُفكّر في رأسي وأصِلُ للحل:

٢٥٪؜ من البيتزا الواحدة!

أمَّا أنت يا بابا،

فأكلتَ نصف البيتزا الثانية!!

«مُمتاز يا زيكو...

أنتَ الآن مُستَعِد للإِمتِحان»

يوم الإمتحان،

أبدأُ بتَمرين التَّنَفُّس

كما تعلمت مع الدُّكتورة لَيلى

لِمُساعدتي على التَّركيزِ، وعَدمِ التَّوَهان.

أقرأ الأسئِلةَ وأحِل بطريقتي...

مع استراحة قَصيرة

بين كل سؤال،

بِالاتفاق معَ الأُستاذة نوال.

ركز يا زيكو

يا زكريا ركز

مازِلت أسمَعُها مِن وقت لآخَر،

ولكن الجملة لم تَعُد تُضايقُني...

لأنَّها الآن بصوتي، وأنا أُكَلِّم نَفسي،

أُرشِد العَرَبات الصَّغيرةَ داخِل رأسي،

وأُشَجِّعُني!





اضغط لتشغيل الصوت